أبو سن
شاهدت (أبو سن) في اكثر من عرض من عروضه. شاب خفيف دم وفسقان وعقله على قده. سمعت انه قد اوقف ويقال إنه "أساء لنفسه ووطنه ومجتمعه". الإساءة للوطن وللنفس وللمجتمع إذا اجتمعت جريمة عظمى. مهرب المخدرات مثلا. إما إذا كان الأمر لا يعدو عما ظهر عليه في حواره مع الفتاة الاميركية المدعوة كرستينا فالمشكلة حضارية. ثمة عجز عن فهم العالم الجديد وعجز عن فهم الحقوق الفردية وعالمية الإنسان الحديث.
الذهنية التي دانت أبا سن هي نفس الذهنية التي قررت في يوم من الأيام جعل السعوديين طقما مثل طقم الفناجيل والصحون. يلبسون نفس اللباس ويؤدون نفس الطقوس ويحبون نفس الشيء ويكرهون نفس الشيء ويضحكون (إذا سمح لهم) بنفس الطريقة، لم يبق سوى تعديل الطول والعرض ولون البشرة ونبرة الصوت ليصبح الشباب السعودي شخصا واحدا. تطبع منه أي مؤسسة راغبة في بشر ما تشاء من النسخ.
الملاحظ في الأقوال التي سيقت لتبرير ايقاف أبو سن عدم الإشارة إلى الدين. لم اسمع في كل الاتهامات الموجهة للشاب الإساءة لدينه. هذا مؤشر إيجابي. وسواء جاء استبعاد الإساءة إلى الدين من القضية عمدا او عفوا فلا شك أننا في مرحلة متقدمة لتحطيم التناسخ. بقي في طريقنا الإساءات الدنيوية. لا اعرف ما الذي يعنيه أن يسيء المرء لنفسه. رجل عمره تسع عشرة سنة. بلغ السن القانونية. الإساءة لنفسه تصبح مشكلته وليست مشكلة المجتمع. خرج في اليوتيوب يصارخ أو يقوم بحركات طفولية أو يتحدث مع امرأة ويتغزل بها لا تعني أحدا سواه. الذي يقرر سوء عمل الشاب هو إدارة القناة التي خرج عبرها.
في نفس الوقت أبو سن لا يمثل المجتمع ولا الوطن. ليس كل من يخرج على الملأ يمثل المجتمع.. أن يكون المرء سعوديا لا يعني أن يعكس في كل يوم سعوديته ثم ما هي الحدود التي إذا تخطاها يعاقب؟ كيف نوقف إنسانا بتهمة الإساءة للمجتمع أو للوطن؟ لم يهدد أرواح أحد ولم يهدد سلامة البلد. لا يملك أحد صلاحيات اختراع قانون فوري يفصل على حالة طارئة.
نقلا عن الرياض
لا يوجد تعليقات